أصدر الفنان والباحث الموسيقي المغربي عبد السلام الخلوفي كتابًا جديدًا بعنوان “صنعات وحكايات من الموسيقى الأندلسية المغربية”، عن دار النشر “سليكي إخوان”.
إن الرغبة في تأليف هذا الكتاب انطلقت من خلال ملاحظاته داخل هذا الفن، الذي مارسه طيلة أربعة عقود كاملة، إذ كان المتن الشعري لهذا الفن الأصيل يطرح صعوبات في الفهم والاستيعاب، ليس فقط من طرف عموم الجمهور والمتلقين، بل حتى من قِبَل الممارسين، لاعتبارات متعددة.

إن “النصوص الشعرية المغنّاة في الآلة تضم الفصيح، والموشحات، والزجل، و’البرولة’ المنظومة بالعامية المغربية؛ وهذا التنوّع في النصوص يخلق تشويشًا لدى المستمع”، وزاد: “من جهة أخرى فإن صنعات الآلة لا تُغنَّى فيها قصائد كاملة، وإنما أبيات قد تكون متباعدة في النص الأصلي”.
ولأن فتح مغالق نصوص الطرب الأندلسي المغربي يتطلّب معرفة من الداخل، من واقع الممارسة، بالإضافة إلى استدعاء العديد من العلوم، كالنحو، والصرف، والبلاغة، والعروض، وفقه اللغة، والسير وغيرها، أكّد عبد السلام الخلوفي، في حديثه مع هسبريس، أنه حاول الاستفادة من ازدواجية تكوينه كممارس لطرب الآلة منذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي، وكأستاذ للغة العربية لما يزيد على ثلاثة وثلاثين عامًا، وذلك في محاولة منه لـ”تذليل الصعاب لكل عشاق هذا الفن، من أجل فهم أعمق لنصوص هذا التراث، على اعتبار أن هذا الفهم هو المدخل الأساسي للتذوّق”.