المدارس الموسيقية الأندلسية والصراع العقيم والخفي

أمين الشعشوع
الثلاثاء 5 ماي 2020

مقدمة تاريخية
بينما كانت الأندلس تنتج خيرة الموسيقيين وأجمل الألحان كانت العلاقة بين العدوتين تحضى بمتانة كبيرة. فمخترع النمط الأندلسي، أبا بكر بن باجة، أنجز عمله في الفترة المرابطية فترة هيمنة أمير المسلمين يوسف بن تاشفين على المغرب والأندلس. واستمرت الوضعية على ما هي عليه في الفترة اللاحقة، الفترة الموحدية. كل هذا جعل من الألحان الأندلسية ألحانا هاجرت إلى المغرب بعد ظهورها، ففي كتاب « الإمتاع في مسألة سماع السماع » لابن الدراج السبتي نقرأ أن الموسيقى الإشبيلية كانت مستقرة بالمغرب حتى زمن تأليف كتاب « المقدمة » أواخر المائة الثامنة للهجرة، ثم زاحمتها بعد ذلك المدرسة الغرناطية. ومع سقوط مملكة غرناطة أواخر القرن الخامس عشر الميلادي تأسست حواضر جديدة بالمغرب، ومع الطرد النهائي للموريسكيين أوائل القرن السابع عشر الميلادي ظهرت حواضر أخرى زادت من القدرة الاستيعابية للموسيقى الأندلسية.
وهكذا ومع مر القرون تشكّلت معاقل فنية للموسيقى الأندلسية تميزت بخصوصيات محلية انبثقت من واقعها التاريخي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي جعلتها تتعامل مع الموسيقى الأندلسية انطلاقا من واقعها الداخلي. هذه الأحداث أنشأت ما يُسمَّى في المغرب بالمدارس الموسيقية الأندلسية، فعُرِفَت بين الهواة مدارس شفشاون وفاس والرباط وتطوان الخ. ومن أبرز ما كان يميز هذه المدارس وجود صنائع ناذرة يتفرد بها شيوخ مدرسة ما ثم الروايات اللحنية والإيقاعية للصنعة. كما كان هناك أساليب للأداء الموسيقي تنبثق من طبيعة المجتمعات ومحيطها الحضاري. وفي الميدان العلمي ظهر في المغرب دارسون متفقهون من مختلف المدن: محمد بن الطيب العلمي (فاس)، محمد البوعصامي (مكناس)، محمد بن الحسين الحائك (تطوان)، ابراهيم التادلي (الرباط) الخ.
وفي القرن التاسع عشر ظهرت ثورة في الآلات الموسيقية حيث تمّ إدخال آلة الكمان والبيانو وتلتها الدربوكة في القرن العشرين. وبعد استقلال المغرب في خمسينيات القرن العشرين ازدادت معالم المدارس وضوحا حيث أنه في مدة تقرب العشرين سنة تغيرت إلى حد كبير ملامح المدارس التاريخية. ففي الرباط أدخل احمد الوكيلي نظرته الخاصة للموسيقى الأندلسية فأصبحت هذه الأخيرة هي الممثل الرسمي لمدرسة الرباط غير ما كان مألوفا بالحاضرة الموحدية، ومن الرباطيين من يعتبرون جوق الوكيلي ليس ممثلا للمدرسة الرباطية. وأدخل محمد العربي التمسماني توزيعات وسلوكات في أداء غير ما كانت عليه سلوكات الموسيقى الأندلسية في الحاضرة الغرناطية، فظهر من الشيوخ التطوانيين من كان يقول بأن التمسماني أفسد الآلة. وأدخل عبد الكريم الرايس الأداء المشرقي فتغيرت ملامح الموسيقى الأندلسية بالحاضرة الإدريسية، ومن الفاسيين اليوم من يندد بالأسلوب الشرقي في الآلة.
وما هذه إلا بعض الأمثلة على التغييرات التي طرأت على المدارس القديمة. ولكن كل هذا لا يعني أن كل هذه التغييرات هي تغييرات سلبية، فمنها ما كان جيدا أزال الغبار على موسيقى بقيت تُعزَف لمدة قرون بدون وازع علمي منهجي وبأسلوب فوضوي. لكن المؤكد هو أن التغيير حدث بالفعل وأن الهوة الموجودة بين المدارس ازدادت حجما حتى أصبحنا نميز الجوق من الجملة الأولى للبغية أو التوشية.
أما منتصف الثمانينيات فقد عرف بداية انحطاط كبير عرفته موسيقى الآلة في الأداء، حيث طغى التوتر والفوضى والأسلوب الشرقي والأداء الذي يهدف ترسيخ صورة الفنان الأوحد حتى يجلب الشهرة والقبول والمال الوفير، مضحّيًا بذلك بمجموعة من القيم التقليدية والروحانية والإنسانية والموسيقية ما يتجلى سلبيا في جودة الموسيقى عمومًا.
كما ظهرت مجموعات لوبية تهيكلت على شكل جمعيات وأجواق ومؤسسات همها الوحيد هو استغلال الموسيقى الأندلسية لربط علاقات سياسية ونيل مكاسب تجارية.

الصراع العبثي
الصراع على الصدارة في العراقة والأصالة هو من مواقف الشعوب المتأخرة والتي تميزت بخطابات « نحن أوّل من » و »نحن الأفضل » و »نحن الأعرق ». وقد عرف المغرب صراعا بين المدن الحاملة للتراث الموسيقي الأندلسي الهدف منه نيل السبق في الأصالة والتاريخ الموسيقي. ومنذ منتصف القرن العشرين بدأت اللوبيات المذكورة آنفا تستغل هذه الظاهرة لنيل مكاسب اقتصادية.
إلا أن هذا الصراع وكما أشرنا إلى ذلك سابقا هو صراع عقيم لا قيمة له في ميزان الموسيقى والثقافة، إضافة أنه لا أساس له من الصحة. سوف نبيّن هذه الحقيقة عبر مثال وهو جدال بين متطرِّفَيْن من مدرستي تطوان وفاس كنموذج (كان بإمكاننا أن نختار رباطيا وتطوانيا أورباطيا وفاسيا أو تطوانيا وشفشاونيا أو رباطيا وشفشاونيا الخ).

قصة
التقى متطرف من تطوان مع متطرف من فاس وأراد كل منهما إقناع الأخر بأن مدرسته الشخصية هي الأفضل والأعرق.
الفاسي: ألا ترى أن المدرسة الفاسية هي الأصل، إن مدينة فاس أقدم من مدينة تطوان ولما تأسّست تطوان كانت فاس قد قطعت أشواطا في الحضارة والتاريخ. كما أن فاس استقطبت مؤسس الموسيقى الأندلسية، ابن باجة، في القرن الثاني عشر، قبل تأسيس تطوان بأزيد من قرنين. فكيف تقول أن مدرسة تطوان أكثر أصالة من مدرسة فاس؟
التطواني: إنّ حججك جيدة وحقيقية، لا نقاش فيها. ولكن من قال لك أن حضارة تطوان تبدأ في القرن الخامس عشر؟ إن حضارة تطوان ما هي إلا امتداد لحضارة غرناطة. فإذا كنت أنت تتباهى في القِدَم بالمولى ادريس وبجامع القرويين فأنا أتباهى بلسان الدين ابن الخطيب وبملحّن زمانه أبو الحسين ابن الحاسب وبقصر الحمراء.
الفاسي: ولكن كل تلك الحضارة الأندلسية لم تذهب فقط إلى تطوان، الآلاف من العائلات استقرت بفاس العاصمة الثقافية وأحضرت معها علوم وفنون الأندلس. يكفي أن تتجول اليوم في أزقة فاس وتزور ديارها لترى العظمة والأصالة والتي لا مثيل لها في كل المغرب. كيف تقارن تطوان الصغيرة بفاس الكبيرة؟
التطواني: الأندلسيون أسسوا تطوان وحضارتها، لهذا هي حضارة أندلسية خالصة. أما فاس فقد اختلط الأندلسيون فيها مع غيرهم، لهذا فإن موسيقى فاس ليست رقيقة الأندلس. أما بخصوص الحجم الذي تدكره، فاس كبيرة لأنها عاصمة وكل العواصم تنال من الكبر والعظمة نصيبا وافرا ولكن مميزات تطوان الحضارية أكبر، في التّمدّن والرّقّة والتّفتّح والقيم الأخلاقية.
الفاسي: يبدو أنك تتكلم عن غير علم. يغيب عنك كل شيء عن تمدّن وأخلاق ورفعة أهل فاس العريقة. لنعد إلى موضوع الموسيقى: إذا كنتَ تقول بأن مدرسة تطوان أرقى من مدرسة فاس فكيف تفسّر أن شيخ تطوان المعلمة التطوانية بدون منازع الأستاذ محمد العربي التمسماني يقول أن المدرسة الأصل هي فاس وأن باقي المدارس ما هي إلا مدارس هامشية أو كما قال السيد التويزي: « الضعفاء ذهبوا إلى تطوان »، كما في هذا الفيديو؟

التطواني: أولا وحتى نعطي لكل ذي حق حقه إن الأستاذ التمسماني ليس تطوانيا ولكنه طنجاوي. وإذا كان الكلام الذي ذكرتَه سابقا كلاما صحيحا فكيف تفسر أن في الفيديو الذي سأعطيك يقول عكس ذلك؟ فالتمسماني يقول بأن شيوخ فاس جهلاء وأنه لا يجب اتباع الجاهل ويستشهد بكلام الوكيلي في أن موسيقى المطيري وموسيقى البريهي لا تُسمَع.

الفاسي: بما أنك طرحتَ التناقض فسِّر لي أنت ذلك.
التطواني: التمسماني ليس تطوانيا ولا غيرة له على تطوان، عكس التويزي الذي هو فاسي ومن الطبيعي أن يدافع عن مدينته. في الفيديو الذي أتيتَ به كانت فاس قد كرّمت التمسماني إذن من الطبيعي أن يثني عليها كثيرا.
الفاسي: كلام عاطفي…
التطواني: ثم هل يوجد في فاس موسيقيين جيدين؟ ما يوجد في تطوان أكثر غزارة مما يوجد في فاس.
الفاسي: كيف ذلك؟ ألم تسمع بشلّال المنشدين والعازفين الفاسيين؟ ما هذا العبث؟
.التطواني: لا يصلون إلى مستوى العازفين التطوانيين. ما عدا الخصاصي والرايس والتويزي لا نكاد نجد أحدا في المستوى في كل القرن العشرين، الباقي إما شراو متوثرون. أما تطوان فأعد لك الممتازين لا غير: اشقارة، الشنتوف، المؤذن، بمخوت، داود، الطنيبر، ابن الأبار، الفريكني، … أما غذا زدنا أعضاء الجوق من أصول غير تطوانية: التمسماني، المختار، الشويني، …. لن تنتهي اللائحة.
الفاسي: هذه حماقة لا أساس لها من الصحة. يا لها من وقاحة. ألم تسمع أن الكل من فاس والكل في فاس؟
التطواني: هذه هي الوقاحة الحقيقية: أن تقول لغير الفاسيين « الكل في فاس ».
الفاسي: لا، هذا واقع تاريخي. فاس هي حضارة المغرب. حتى أنتم تقولون بأن تطوان هي الحضارة الكبرى في المغرب.
التطواني: ونعود إلى نقطة البداية…
الفاسي: من الطبيعي أن يشعر غير الفاسي بالغيرة والحسد من فاس. هذا شعور معروف على مر التاريخ.
التطواني: كيف تتباهي بموسيقى فاس؟ تتباهى بالمواويل الشرقية؟ بالفوضى في العزف؟ بالصراخ؟
الفاسي: على الأقل يوجد أسلوب شرقي وتوتر بفاس. ماذا يوجد في تطوان اليوم؟ لا شرقي لا غربي، لا توتر ولا سكون… أجواق لا نسمعها ولا نشاهدها إلا ناذرا. النشاط القوي اليوم للآلة بفاس ولدى الفاسيين بالدارالبيضاء ما هو إلا دليل على قوة المدرسة الفاسية تاريخيا ومتانتها التقليدية في نفوس الفاسيين. أما مدرسة تطوان… إن الباطل كان زهوقا.
التطواني: أو هو دليل على رفاهيتهم الاقتصادية. لوبياتكم تحارب أجواقا وتنصّب أجواقا. المبدأ عندهم هو أن يترأس الساحة جوق فاسي، دائما، وإن كانت موسيقاه رديئة لا تسمع. تطوان مدينة ضعيفة اقتصاديا. لما كانت في أوج ازدهارها أعطت الحائك وبن ريسون والزاوية الحراقية والمؤذن وابن الأبار واشقارة و و و. ولكن رغم ذلك إنها تنتج دائما عباقرة لمتانة تاريخها الحضاري.
الفاسي: أنت تتكلم عن فنانين، أنا أتكلم عن شيوخ، شيوخ مثل البريهي والمطيري والجعيدي وو
التطواني: وأنا أتكلم عن شيوخ كذلك مثل الشودري والعربي الغازي بن سلام. لا تنس أن رائد الموسيقى الأندلسية في تاريخ المغربي هو تطواني: محمد بن الحسين الحائك.
الفاسي: لو كانوا شيوخا لسمعنا عنهم. كل المغرب يعرف البريهي. من يعرف الشودري؟
التطواني: هذا موضوع له أسباب أخرى، اقتصادية وسياسية. هل تعلم أن الشودري كان يحفظ 1200 صنعة؟ أكثر مما في فاس؟
الفاسي: يبقى أن نتأكد من أن هذه الصنائع ليست ضعيفة. قال باحث أن الصنعة إذا كانت تطوانية فهذا دليل على ضعفها.
التطواني: الباحث المذكور هو فاسي… إذا كانت ضعيفة فلماذا كان الرايس يرسل التويزي ليأخذ الصنائع عن الإخوان الشودري؟ والوكيلي نفسه نهل منها؟ ومن الأمثلة على ذلك صنعة « يا مصطفى يا ممجد » من بطايحي رمل الماية.
الفاسي: كلام جميل لكنه يبقى كلام، لو استندتُ أنا على ما يقال في فضل فاس ومدرسة فاس لأخرستك في ثانية ونصف.
التطواني: هل تعلم أنه يُنشَراليوم العديد من المقالات وتقدَّم العديد من المحاضرات كلها كذب وتلفيق؟ لقد سمعت شخصا يلقي محاضرة في الآلة لا يذكر فيها ولا تطوانيا واحدا. هل يعقل أن لا يذكر الحائك؟ مع أن كناشكم المعتمد ما هو إلا تلخيص للحائك (مختصر الجامعي).
الفاسي: إن الرايس والتمسماني والوكيلي تتلمذوا على شيوخ فاسيين. قل لي اسم شيخ واحد تتلمذ عليه فاسي. تبقى الحقيقة أعلى من كل هذا الكلام: المعلمين الفاسيون يعدّون بالعشرات وآثار الآلة بفاس أقدم من آثارها بتطوان ووالنهضة التي قام بها الحاج ادريس بنجلون التويمي دليل على متانة المدرسة الفاسية.
التطواني: الوكيلي والتويزي تتلمذا على شيوخ تطوانيين وشفشاونيين: العربي الغازي والعياشي الوراكلي وغيرهما. كما أن الوكيلي والرايس تتلمذا على المعلم كريش التطواني. أما الحاج ادريس فهو لم يفعل ذلك وحده وإنما الأساس هي أعمال مولاي العربي الوزاني من طنجة، وله الفضل أكثر من غيره، ولكن اسمه بُثر كالعادة.
الفاسي: لا، الحاج ادريس كتب مقالات قيمة وطبع كناشا للآلة وله مجهودات جبارة في هذا الموضوع، بل ولحّن صنائع. إن إشعاع فاس في موسيقى الآلة لا تضاهيه لا تطوان لا غيرها والتاريخ يشهد بذلك. اقرأ كتب التاريخ لتصحح معلوماتك. اقرأ « الأنيس المطرب بروض القرطاس » و »جني زهرة آس في بناء مدينة فاس » وكتاب « بيوتات فاس الكبرى »… ثم إن فاسا مذكورة في ميزان قدام غريبة الحسين ووادي فاس وواد الجواهر مذكورة في قدام الماية. أين توجد تطوان في كناش الآلة؟
التطواني: حتى إبليس مذكور في الآلة… وكم من أبالسة شياطين هدموا الآلة وتلاعبوا بالأشياء… هَا نْتِينَ فْهَمْتِينِي….إذا تحدثنا على الكتب فإن تطوان أنجزت ما لم تنجزه فاس. فاس أنجزت كتبا تقليدية في التاريخ والفقه، أما تطوان فلها أول تفسير صوفي للوقرآن (تفسير لوقش)، أول قصة عصرية (كتاب الزاوية للتهامي الوزاني)، أول موسوعة تاريخية حديثة (تاريخ تطوان)، كتب علمية في الموسيقى، الخ.
الفاسي: صحيح
التطواني: لا
الفاسي: نعم
التطواني: نعم
الفاسي: لا
التطواني: ….
الفاسي: ….
…….
وهكذا يضل الصديقان المتطرفان يسبحان في بحر من الكبرياء والعمى، فمنهم من يصرخ كالأحمق ومنهم الذئب الماكر الذي يستغل المسألة للاتجار في التراث، والقائمة طويلة. أنا شخصيا أعرف حوالي 17 شخصا يزوّرون الحقائق ويتلاعبون بالأجواق والجمهور لا حبا في مدرسة مدينتهم ولكن لأن لهم مصالح مادية وراء هذا الفعل.

الموقف الأمثل
إذا كان هناك حمقى متطرفون وذئاب ماكرون فعلينا نحن أن نبتعد كل البعد عن هذه العلّة ونتخذ موقفا محايدا ومسالما في الموضوع. وهذا الموقف يظهر في:
أولا، الحق الشرعي لكل هاو في الافتخار بمدرسته، لأن هذا مما يشكل شخصيته وهويته وانتماءه وذكرياته وشعوره.
ثانيا، إنماء القدرة على الاستمتاع بباقي المدارس واستكشاف جماليتها.
فأنا شخصيا أهيم بكل جوارحي مع عبقرية ورقة موسيقى مدرستي التطوانية وأسبح بروحي مع مدرسة الرايس وأشعر بعظمة قصر الحمراء وقصر المعتمد مع ألحان الوكيلي.
أما عن أولوية وأصالة المدارس فهذا من اختصاص العلماء والباحثين، وما هو بين الهواة سوى نقاش فارغ وعقيم.
اللهم احفظنا من التطرف ومن الذئاب من بني آدم.

1 commentaire sur “المدارس الموسيقية الأندلسية والصراع العقيم والخفي”

  1. الله يعطيك الصحة واخا أنا تا نعرف واحد مخسر المغرب كامل هههه والله ما كذبت عليك أخي أمين وفِي كلامك الكثير من الحقائق التي يجعلها تابعي جيلالة بالنافخ…

Laisser un commentaire